أين أذهب ؟
لم أعد دارياً إلى أين أذهب
كل يوم.. يصير وجهك أقرب
كل يوم.. يصير وجهك جزءاً
من حياتي.. ويصبح العمر أخصب
وتصير الأشكال أجمل شكلاً
وتصير الأشياء أحنى وأطيب
قد تسربتِ في مسامات جسمي
مثلما قطرة الندى .. تتسرب
اعتيادي على غيابكِ صعب
واعتيادي على حضوركِ أصعب
كم أنا.. كم أنا أحبكِ.. حتى
أن نفسي من نفسها.. تتعجب
يسكن الشِعر في حدائق عينيكِ
فلولا عيناكِ .. لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
و السماوات.. صرن أنقى و أرحب
منذ أحببتكِ.. البحار جميعاً
أصبحت من مياه عينيكِ تشرب
خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكاً يا صديقتي ليس يغلب
وتصرفتُ مثل طفل صغير
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحيني .. إذا تماديت في الحلم
و ألبستكِ الحرير المقصب
أتمنى لو كنتِ بؤبؤ عيني
أتراني طلبتُ ما ليس يطلب ؟
أخبريني من أنت؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يلحق الخرافات يتعب
شاعر العرب الكبير : الأستاذ نزار قبَّاني