الحب بين الرجل والمرأة
الرجل في حبه للمرأة يأتي في سلوك متظاهر بالحب غدرا ، تدفعه نحو المرأة شهوته الحيوانية البحته ، فإذا نظر إليها نظر إلى مفاتن الجسد فيها ، كل الذي يهمه من المرأة هو الجسد فحسب ، فهو هاو وليس محبا ، يهوى في المراة لونا معينا ، ويهوى جسدا معينا ، بحسب ما يغريه به ظمأ شهوته التي تكون متعطشة للجسد ، لا يعرف القيم الروحية ، لا يهمه من المرأة فكرها ومضمونها ، يعشق ويهوى الظاهر منها ، حتى أسلوب حديثها ، ومشيتها وحركاتها ، كل ذلك ربان غريزة فيه ، يحركها بحسب الهوى .
أما المرأة إن أحبت فهي لا تهوى ، بل تحب حبا بهيميا أعمى ، تحب في الرجل مضامين شخصيته ، لا تلفت إن أحبت الرجل إلى لونه ن وشكله وطوله ، ظاهر جسده ، كل ذلك إن أحبت لا يعنيها ، لذا نجد المرأة لأنها تعشق المضمون وتحبه أوفى من الرجل في حبها ، وفي تفكيرها ، لا تغدر إن أحبت ، بل تضحي حين تحب ، مقياس حبها بالقيم والمضامين .
خلاصة القول أن الرجل يرى المرأة بعين شهوته الطائشة ، والمرأة ترى الرجل ببصيرتها الحكيمة ، المتروية ، فسرعان ما يعرب الرجل للمرأة عن هواه بدافع الشهوة ويعنونه حبا متظاهرا به ، أما المرأة إذا أحبت فلا يأتي حبها للرجل على عجالة وتسرع ، ولهذا نجد في كثير من النساء قساوة القلب حتى تحب فيلين ، ونرى في الرجال رهافة الحب بفعل الهوى ، وسرعان ما ينتهي الهوى بتحقيق غرض الشهوة فيه ، فيغدر ، وينكر ، ويتناسى ، فأين الوفاء في سلوك الاثنين ، طبعا نجده في سلوك المرأة فحسب ، ولا نجده في سلوك الرجل وإن طال هواه حينا من الدهر