أمرنا الله تبارك وتعالى بالإحسان إلى الوالدين وجعل الرفق بهما بعد عبادته سبحانه , قال تعالى : \" وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) سورة الإسراء .
وعن عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى ؟ قَالَ: \" الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا \"، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ: \" بِرُّ الْوَالِدَيْنِ \"، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ: \" الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ صحيح مسلم (262 ) .
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ،قَالَ:قُلْتُ:يَا رَسُولَ اللهِ،أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ:صَلِّ الصَّلاَةَ لِمَوَاقِيتِهَا،قُلْتُ:ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ:بِرُّ الْوَالِدَيْنِ،قُلْتُ:ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ:ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ،وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. . مسند أحمد (2 / 114)(3998) صحيح.
وروى الإمام أحمد بسند حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال: \"لا تشرك بالله شيئاً، وإن قتلت وحرّقت،ولا تعقّنَّ والديك، وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.أخرجه أحمد 5/238(22425).
قال الشاعر :
عليك ببر الوالدين كليهما * * * وبر ذوي القربى وبر الأباعد
ولا تصبحن إلا تقياً مهذباً * * * عفيفاً ذكياً منجزاً للمواعد
والرفق بالوالدين يقتضي بحسن البر والصلة , وعدم رفع الصوت عليهما , وإجابة دعوتهما , والنظر بحب ورفق إليهما , وحفظ عهدهما , وانفاذ وصيتهما , وصلة الرحم التي لا تصل إلا بهما .
وكل ذلك يؤكد أن الرفق في الإسلام خلق أصيل لا يتصف به إلا المؤمن الحق , ولا يلتزم به إلا من عرف الإسلام معرفة الموقن بأنه الدين الذي جاء ليتمم مكارم الأخلاق ويرفع من شأن القيم والفضائل